ق. ق. السكّير

غزة - فلسطين

وجدوه ذات ليلة يجوب الشوارع و الأزقّة، يردّد فيما يُشبه الهذيان “هل رأى الحب سُكارى مثلنا؟”. قالوا إن أباه إستُشهد بطريقة وحشيّة في غارة إسرائيلية. و ظل يردّدها في ليالي الصيف الهادئة بصوت مُرتفع ثم بصُراخ و بُكاء حتى جاءه الرد مرّة من داخل مقهى يحلو فيه السَمَر “أطبق فمك أيها السكران الملعون!”. و عندما تزايدت نوبات هذيانه في ليالي الشتاء الباردة، سمّوه “السكّير”.

ق.ق. عرسٌ في مقبرة

كان أحمد جالسا بمنأى عن الناس و قد وضع يديه على جبينه ليداري بهما ألم رأسه الذي إشتدّ عند منتصف الحفل. حقا إن هذا الرجل لا يعطي للفن قيمة، بل و يقول إنه “لم يجلب لنا إلا العار”. و يتساءل أصدقائه إن كان يشملهم دائما بقوله “لنا”، و نهروه مرّة قائلين: “لم يجلب الفن لأوروبا العار و إن قصور خلفاء كانت مرتعا للفن العربي الأصيل”. (المزيد…)