وردني سؤال من الزميلة المدونة لبنى: “ما هي أنسب العدسات التي تقترح أن أشتريها لانه العدسة المرافقة لكاميراتي كانون 550D تعيسة جدا”. وأحب في هذه التدوينة أن أشارككم الإجابة، وهي: أول مشكلتان يواجهمها من ينتقل لعالم الكاميرات الاحترافية هما: اختيار العدسة المناسبة و تكاليف شرائها. الكاميرات العادية قادرة على التقاط الأجسام البعيدة أو القريبة في حين أن نوع العدسة في الكاميرات الاحترافية هو الذي يحدد إن كنتِ قادرة على التقاط مشهد بعيد أو قريب.
العدسات المزودة بالكاميرات العادية لابأس بها لمن لا يهتم كثيرا بالتفاصيل فيما يتعلق بجودة الصور. وإلا لماذا عدسة الكاميرا العادية بحجمها الصغير تلتقط أجسام بعيدة في حين نحتاج لعدسة كبيرة لنقوم بالغرض نفسه بواسطة الكاميرا الاحترافية؟
عدسات الكاميرا الاحترافية (DSLR)
العدسة التي تكون مرفقة مع كاميرات كانون الاحترافية (EF-S 18-55mm) لا بأس بها برأيي، خاصة للمبتدئين بالتصوير مثلي ومثلك، أي نحن الشريحة التي تهتم بالتصوير لأغراض غير تجارية. الأمر نفسه ينطبق على كاميرات “نيكون”. توفر هذه العدسة مساحة جيدة لالتقاط الأجسام القريبة والمتوسطة القرب بشكل عام، ولكنها ليست مخصصة لالتقاط الأجسام البعيدة لأن نسبة الزوم أو التقريب فيها محدود ولا يتعدى 55 ميليميتر. أداء العدسة أيضا سيء نسبيا في الأماكن المظلمة أو قليلة الضوء كون الفتحة العدسة تساوي F3.5 (كلما قل الرقم كان ذلك أفضل). وللتوضيح، هنا أتكلم عن أداء العدسة مقارنة بالعدسات الأفضل منها والمخصصة للكاميرات الاحترافية فقط. من جهة أخرى العدسة جيدة جدا للاستخدام اليومي، خاصة في الأماكن الخارجية خلال فترة النهار. إليك بعض الأمثلة من رحلتي الأخيرة إلى نيبال.
لكن أوافقك الرأي في أن الشخص حديث العهد باستخدام الكاميرا الاحترافية، سيكتشف بعد مدة أن العدسة التي تكون مرفقة مع الكاميرا محدودة القدرات كما أشرت آنفا، وأن جودة الصور بشكل عام لا تصل لمستوى العدسات الاحترافية التي تكون غالبا باهظة الثمن. من هنا تنبع فكرة اقتناء عدسات إضافية لتلبية حاجات المصوّر.
وأود أن أشير أنني لازلت أستخدم كاميراتي الكانون 450D التي تحدثت عنها سابقا، ولم اغيرها كون أن التغييرات برأيي في الكاميرات الأحدث منها لا تقدّم ولا تؤخر بالنسبة لهواة التصوير. ثم إن الأولوية تكون لاستغلال طاقات الكاميرا الاحترافية كافة بدلا من استبدالها كل سنة بمميزات جديدة قد لا نحتاجها. ومن ثم يأتي دور العدسة التي -لا تعتمد بالضرورة على حداثة الكاميرا- في تقرير جودة الصورة.
من هنا، قررت أن أبقي على كاميراتي، وهي الآن تحتفل بعامها الثالث معي. وقد اشتريت عدستان تلبي احتياجاتي، وقد تختلف احتياجاتي عن احتياجات باقي المصورين.
العدسة الأولى Sigma 70-200 F2.8 .. وهي من نوع عدسات الزوم (zoom lens أو telephoto lens). هناك عدة إصدارات منها (أنظر هنا).. وأعتقد أن البائع سيقدم النصيحة في الاصدارات المتوفرة وأحسنها. هذه العدسة هي البديل الأرخص لعدسة مشابهة تصنعها شركة كانون، بيضاء اللون، ويصل سعرها لـ 2000 دولار أو أكثر (رابط أمازون).
عدسة سيغما أداؤها ممتاز بالنسبة لي. لم أجرب عدسة كانون، لكن قرأت مقالات كثيرة على الانترنت لمعرفة الفرق بينهما وأرى آراء المحترفين .. العدسة أمتلكها منذ سنتين ولا يمكنني القول أنني ندمت يوما على شرائها. أذكر أنني اشتريتها يومها بحوالي 800 دولار (3000 درهم). وزنها ثقيل (حوالي 1400 غرام – مثلها مثل العدسات المشابهة لها) وقد يصعب التنقل بها بسهولة. التركيز سريع وصوت دوران العدسة عند التركيز غير مزعج، بعكس عدسة Tamron المماثلة لها. أستخدمها لالتقاط الأجسام البعيدة أو حتى لتكبير الأجسام القريب (مثل الحشرات ..). نصيحتي أن تزوري أحد محلات التصوير في المراكز التجارية وتجرّبي العدسة. وهنا أضع بعض الصور الملتقطة بالعدسة نفسها.
العدسة الثانية Canon 50mm F1.8 .. ممتازة. لا يتعدى سعرها الـ 100 دولار (حوالي 400 درهما). سريعة جدا كون أن فتحة العدسة (وتسمى focal length ويشار إليها بحرف F) هي 1.8 وهذا يعني -دون الدخول في التفاصيل- أنها مناسبة جدا للتصوير الليلي، حيث أنها تقلل من عواقب اهتزاز الكاميرا أثناء التصوير، وهي ممتازة لتصوير الأشخاص (portrait). عيبها الوحيد أنها عدسة ثابتة (Prime lens) .. أي لا يمكن التحكم بواسطتها بقرب أو بعد المشهد. لابد من المشي إلى الخلف أو إلا الأمام لتفادي هذا القيد. العدسة لا تناسب تصوير المشاهد بكل مكوناتها، كونها مثبّتة على 50 ملم. إذا كنتِ داخل غرفة وتريدين تصوير شخص آخر فعلى الأغلب تستيطيعين تصوير وجهه وأكتافه فقط. ستحتاجين لمسافة 6 أمتار فاصلة على الأقل لتتمكني من تصويره من رأسه لقدميه.
أخيرا، أنصح كل هاوي باختيار العدسات بتأنّ وشراء الأنسب منها لجيبه ولغرض التصوير. ثم بعد أن يقع اختياره على ما يريد، عليه أن يأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن له أن يحمل كافة العدسات معه في أي رحلة، بسبب الوزن والحجم. تصوّري أنك تحملين معك عدة تصوير وزنها 7 كيلوغرام (5 في حقيبة الظهر، و2 معلقة في رقبتك) في رحلة تستغرق ساعات! لذلك هنا أيضا يحتاج المصور لأن يختار العدسة التي تناسب طبيعة رحلته والغرض من التصوير. فمثلا حين تذهبين في رحلة الغرض منها تصوير الطيور، لن تحتاجي في الغالب إلا إلى عدسة الزوم. كذلك بالنسبة لتصوير الحشرات والحيوانات من مسافة آمنة. أما المناظر الطبيعية والحقول فتصويرها لا يحتاج لعدسة زوم. نماذج الصور موجود في هذه الصفحة.
هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من العدسات المتخصصة، مثل عدسات الـ “ماكرو” للتصوير عن بعد سنتمترات – مثال) و عدسات “عين السمكة – fish eye” التي تلتقط المشهد أمامك بزاوية كبيرة جدا – مثال.
ملاحظة: قد لا تكون بعض الصور التي أوردتها في التدوينة بالجودة المطلوبة، أو هي ليست بالجودة الأصلية كوني صغّرتها لتتناسب مع حجم شاشات الحاسوب. وقد قمت بمعالجة بعضها باستخدام الفوتوشوب، وهذا يأخذنا للسؤال التالي..
ما رأيك بالفوتوشوب؟
لا مانع لدي من استخدام الفوتوشوب في معالجة الصور. لست محترفا فيه، لكنني أعرف كيف أعالج الصور من ناحية تعديل الضوء والألوان، وقص الصور، وزيادة وضوحها أو جعلها ضبابية .. وأشياء بسيطة أخرى. مثال.
الفوتوشوب بالنسبة لي هو أداة لتحسين جودة الصور وتصحيح الأخطاء أو الهفوات التي حدثت أثناء التقاط مشهد معين. مثلا حين أكون في رحلة، ليس لدي الوقت لكي أقف عند كل صورة ألتقطها لأتأكد أنها سليمة من كافة الجوانب والتفاصيل. و ليس عليّ أن أعيد اللقطة 5 مرّات! بل أراعي أن ألتقط الصور بأعلى مستوى مناسب بالنسبة لي، ومن ثم أقوم لاحقا بإضافة التعديلات البسيطة أو اللمسات الخاصة بواسطة الفوتوشوب.
حسنا، هل لديكم تجربة مع عدسة معينة؟