قف، نعم هكذا. لحظة. إلى اليمين قليلا. مكانك، إبتسم، إرفع رأسك قليلا. نعم إثبت على هذه الوضعية. واحد، إثنان، تمام! التصوير الرقمي إخوتي ليس “أي كلام” بل كغيره من مجالات العلم، له قوانينه و مبادئه. سأعرض عليكم بعضا من تلك المبادئ بإختصار. إنها عشر وصايا أساسية يحتاجها الهواة المبتدئين في عالم التصوير الرقمي لتحسين أدائهم في إلتقاط الصور. إسمحوا لي أن أقدم لكم كوبا من الشاي الأسود على حسابي قبل كل شيئ.
1- إنزل لتحت: إنها القاعدة الأولى. أيا كان الهدف الذي تصوره، إحرص أن يكون وجهه مواجها تماما للكاميرا. ذلك يترك إنطباعا جميلا لمن سيشاهد الصورة. من هنا كان لابد من إلتقاط صورة ديك المنزل (أو ديك حارتنا كما يسميه نزار قباني) بهذه الطريقة.
2- باطن الصورة مهم: قد يختفي هدفك وراء خلفية الصورة. من واجب المصوّر الفطن أن يوفّق بين الخلفية و واجهتها. لإبراز هدفك في الصورة، تختار له خلفية واضحة تكون بلون واحد مناقد للون هدفك. ذلك ما لم يُطبّق عند إلتقاطي للصورة في أول التدوينة. لاحظ كيف أن لون السلحفاة لا يتعارض مع خلفية الصورة مما جعل السلحفاة شبه مختفية! و ذلك أيضا جلي في تناغم لون ثمرة الليمون الحامض مع لون الحشائش. ما رأيك أن تنظر إلى هذه الصورة و تقارنها مع تلك و تستنتج ما أعنيه هنا؟ حسنا ها أنا أعترف بأخطائي فهلا تعلمت منها؟
3- الفلاش ليس للعتمة: الشائع لدى الناس أن ضوء الفلاش (flash) يُستخدم في حالات يكون فيها الضوء خافتا. أود أن أنسف هذه القاعدة. عندما تكون الشمس مشرقة بنورها نهارا، تحجب الكائنات و الأشياء نور الشمس بأجسامها فينشأ الظل. في الصورة السابقة نرى كيف أن القبّعة رمت بظلها فوق وجه الفتاة حتى كادت معالم وجهها تختفي. مع إستخدام الفلاش، حُلت المشكلة و بانت الأجزاء المعتمة من الوجه. أما فيما يخص الليل فأنظر كيف يمكن للفلاش أن يجعل حياتك الليلية سعيدة.
4- للزوم طعم خاص: الأزهار و النباتات و أشياء كثيرة أجمل ما تكون و هي مكبّرة، لأن فيها تفاصيل صغيرة جميلة لا تظهر عندما يتم تصويرها عن بُعد. الجميل في الزوم في كل الكاميرات أنه يجعل خلفية الصورة ضبابية فيُصبح هدفك بازرا جليا، لا تعيق ظهوره الأشياء الظاهرة في خلفية الصورة. ساعدني الزوم في إلتقاط صورا كثيرة جميلة، منها زهرة بيضاء، و براعم شجرة اللوز، و أشواك .. في خاصرة الأعداء بإذن الله! و آخرها صورة أهدانيها صديقي، صورة قفير النحل.
5- فكّر عاموديا: لعلك تغفل أحيانا ان الكاميرا قادرة على إلتقاط الصور بشكل عامودي! الأماكن أو الأشياء التي تتّسم أطرافها بالإرتفاع، كالجبال و البنايات و القاعات إلخ.. تلك تتناسب مع أسلوب التصوير العامودي. شاهد هذا المثال.
6- ركّز معي: كم قيلت لك هذه العبارة أثناء الحصص المدرسية؟ لا تيأس لأنك ستسمعها مرارا في عالم التصوير الرقمي. التركيز (focus) تقنية موجودة في كافة الكاميرات، و إنها بالأصل إحدى ظواهر علم البصريّات. ضع إصبعك مقابل عينيك في غرفة الجلوس مثلا، ثم أنظر إليه (ركز نظرك عليه). إذا ركّزت على إصبعك فسيُصبح ما خلفه من أشياء في الغرفة ضبابيا، و إذا ركزت على ما في الغرفة ستلحظ أن إصبعك صار ضبابيا. هذه الظاهرة تحدث تلقائيا. مبدأ التركيز قائم بإختصار على هذه الفكرة الموضحة في الصورة السابقة.
7- يمّن أو يسّر: إحدى قواعد التصوير الرقمي تقول إن على هدفك الذي تصوره أن يكون منحازا قليلا إما إلى يمين أو يسار الصورة وأن لا يكون في وسطها. لهذا أسباب كثيرة لكن دعوني أختصر الحديث بأسلوب متحضّر “إفعل ما يقال لك، و إلا!”
8- الفلاش محدود: جميع الكاميرات الرقمية التي تحتوي على فلاش، أيا كان مستواها، لا يصل مدى الفلاش فيها لأكثر من 3 أمتار. لا يعود للفلاش بعد تلك المسافة أي تأثير. خذ ذلك في الحسبان و قد أعذر من أنذر.
9- لا تستخف بضوء الشمس: يخرّب أكثر مما يُصلح. جنّب أهدافك في الصور الظل الذي ينتج عن الضوء، و قد ذكرت هذا في القاعدة الثانية. لاحظ كيف قامت الشمس في هذه الصورة بإلغاء تفاصيل كثيرة منها بسبب كثرة الظلال الناتجة عن قوة الضوء. حذار من التصوير تحت أشعة شمس قوية. ليس هناك أفضل من التصوير في يوم غائم حُجبت فيه الشمس، أو قُبيل الغروب وعند الشروق.
10- حطّم القواعد: الرتابة تُفقد الصور معناها، بل وتُفقد المصوّر شهيّته على التصوير. إبتدع أساليبا خاصة بك في التصوير لتضيف إلى صورك نكهة فريدة (حسنا إن لم تكن نكهة، فعجمي!). كُن مميزا، كُن مبدعا، كُن محترفا. هنيئا لك! أمثلة على صور التقطها: جبال صوّرتها فكنت في الصورة، و برج دبي يتألق قبل المغيب، و رجل يصعد إلى القمر مشيا على الأقدام!
أتمنى أن التوصيات كانت خفيفة سهلة الهضم، و لمن يريد أن يطلع على نسخة فلاشية باللغة الإنكليزية من هذه التدوينة فما عليه إلا زيارة هذه الصفحة (شكرا للأخ أشرف الشفقي الذي دلني عليها). أراكم قريبا إن شاء الله في حديث عن كاميرا رقمية جديدة ستُهدى إليّ. لن أبوح بإسمها حتى أتأكد منه.
ملاحظة: هذه المقالة قمت بتحديثها عدّة مرّات وأضفت إليها صورا جديدة تتناسب مع مستواي الجديد في التصوير، ولا فخر.