أعوام مضت، أنجزنا القليل، أنجزوا الكثير. تكلمنا فعلوا. لعبنا خططوا. إختلفنا تكاتفوا. 60 عاما من العربدة، تجسدت في عبارة قالها هتلر: “تركت لكم بعضا من اليهود لتعرفوا لماذا كنت أحرقهم .. و سوف تعرفون بأنفسكم بالمستقبل.” هل تجنّى هتلر على اليهود في قولته هذه؟ أشك في ذلك. أتكلم عن بلدي لبنان الذي عانى من إسرائيل ما عاناه، و أذكر:
1- إجتياح لبنان عام 1982 من قبل القوات الإسرائيلية، لم أكن قد ولدت بعد. من أبرز أشباح ذلك الإجتياح الذي يسطره التاريخ كانت مجزرة صبرا و شاتيلا، تلك المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 3500 شهيد ثلثهم من اللبنانيين و البقايا فلسطينيين.
2- عام 1996 قامت إسرائيل بشن عملية أسمتها عناقيد الغضب ردا على قصف صاروخي من قبل حزب الله لإسرائيل أدى إلى جرح ستة مدنيين. شملت العملية أكثر من 1100 غارة جوية إسرائيلية كان من بينها مجزرة قانا (منطقة في جنوب لبنان) التي راح ضحيتها أكثر من 106 شهداء، بينهم أطفال و شيوخ و نساء. و أطلق على هذه العملية مجزرة قانا 1 فيما بعد.
3- لماذا قانا واحد؟ لأن في حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان، تكررت مجزرة قانا و راح ضحية الثانية حوالي 55 شخصا من بينهم 27 طفلا. تلك هي إسرائيل، ملك الموت الذي يُبيد بالجملة و المفرّق. لا يميز بين شجرة و طفل، و بين منزل و رجل عجوز، و بين حيوان و إمرأة. تلك هي ثقافة إسرائيل. تبيد الحجر و تقتل الطبيعة و تُفسد في الأرض. و ما يخفى من أحداث تفصيلية أكبر و أعظم.
الآن تحتفل إسرائيل بكل ما فعلته بنا خلال الستين عاما الماضية. ترى ما كان عقاب إسرائيل جراء كل ما فعلته؟ و هل يا ترى ستفلت من العقاب؟ هذا ما نتركه للتاريخ. إذا لبنان كان أحد الضحايا، فماذا عن بلدك أنت؟